في أول أيام زيارته الرسمية إلى واشنطن، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الأربعاء، إن التحالف مع الولايات المتحدة “أقوى من كل شيء”، ودعا إلى “أن نحاول معاً أن نرتقي إلى مستوى ما نسجه التاريخ بيننا، إلى تحالف أقوى من كل شيء”.

وأضاف في خطاب ألقاه أمام أعضاء الجالية الفرنسية في سفارة باريس بواشنطن، أن زيارته الرسمية الثانية للولايات المتحدة بعد تلك التي قام بها في 2018، “تُظهر أيضا قوة العلاقة بين الولايات المتحدة وفرنسا”.

وخلال لقائه مع أعضاء من الكونغرس الأمريكي على مأدبة غداء، الأربعاء، استنكر الرئيس الفرنسي، ما وصفه بالإجراءات الاقتصادية “شديدة العدوانية” التي اتخذها نظيره الأمريكي جو بايدن لتعزيز قطاع الصناعة في الولايات المتحدة.

وقال “إنها (الإجراءات الأمريكية) شديدة العدوانية بالنسبة لشركاتنا”.

وأكد أن برنامج الولايات المتحدة للاستثمارات والإعانات لمساعدة الشركات المحلية يهدد “بتفتيت الغرب”.

وحذر الرئيس الفرنسي من “خطر” أن تذهب أوروبا عموما وفرنسا تحديدا ضحية للتنافس التجاري الراهن بين واشنطن وبكين، أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.

برنامج الدعم

ويشير حديث الرئيس الفرنسي إلى برنامج الدعم الهائل للانتقال في مجال الطاقة، الذي وضعه بايدن ويطلق عليه قانون خفض التضخم. ويشمل البرنامج منح إعانات سخية للسيارات الكهربائية والبطاريات والطاقة المتجددة، بشرط تصنيعها على الأراضي الأمريكية.

وأضاف ماكرون في اللقاء المخصص لمناقشة التغير المناخي: “ضعوا أنفسكم في مكاني.. لم يتصل بي أحد عندما كان قانون خفض التضخم يناقش”، طالبا “الاحترام كصديق جيد”.

وتنظر فرنسا بقلق إلى الحمائية التجارية غير المقيدة التي يظهرها الرئيس الأمريكي.

ويعتزم بايدن خصوصا تعزيز قطاع السيارات الكهربائية، بهدف استحداث مزيد من الوظائف الصناعية وتحقيق الانتقال في مجال الطاقة، وإحراز تقدم في المنافسة التكنولوجية مع الصين.

حليف استراتيجي

وأشار الرئيس الفرنسي إلى أنه لا يعتقد “للحظة” بتغيير الإدارة الأمريكية للتشريع الذي يعتبره البيت الأبيض حاسما، لكنه طالب بتعزيز التنسيق بين الولايات المتحدة وأوروبا.

وترى واشنطن أن قانون خفض التضخم سيكون مشروعا “مربحا للطرفين”، وترجح أن يحفز الاقتصاد الأوروبي أيضا.

وبدأت زيارة الدولة التي يجريها إيمانويل ماكرون بنبرة دبلوماسية هادئة، حيث استقبلته بها كامالا هاريس، نائبة الرئيس، في مقر وكالة الفضاء “ناسا” وأكدت أن “فرنسا حليف حيوي للولايات المتحدة”، وأثنت على التعاون “القائم على المبادئ الديمقراطية والقيم المشتركة”.

ويعقد الرئيس الفرنسي اجتماعا آخر، الأربعاء، حول الطاقة النووية المدنية مع فاعلين في القطاع.

طي صفحة الأزمة الدبلوماسية

ومن الجانب الأمريكي، ينتظر أن تؤدي الزيارة إلى طي صفحة الأزمة الدبلوماسية التي حدثت العام الماضي بين البلدين.

ففي أيلول/ سبتمبر 2021، أعلنت الولايات المتحدة تحالف “أوكوس” الجديد مع أستراليا وبريطانيا ما أثار غضب فرنسا، التي حرمت جراء ذلك من عقد ضخم لبيع غواصات إلى كانبيرا، واستبعدت كذلك من الاستراتيجية الأمريكية في منطقة المحيطين الهادئ والهندي الاستراتيجية.

إضافة إلى قضية الحمائية التجارية، ينتظر أن يناقش جو بايدن وإيمانويل ماكرون قضايا دولية رئيسة الخميس، وأهمها الصين وأوكرانيا.

فرانس24/أ ف ب