ألمانيا.. ارتفاع عدد المتورطين في محاولة “الانقلاب” والبرلمان يعتزم إجراء تقييمات أمنية جديدة

يأتي هذا بينما بدأ ممثلو الادعاء في ألمانيا إجراءات ترحيل ضد رجلين اعتقلا خلال مداهمات ضد أعضاء من حركة “مواطني الرايخ” اليمينية المتطرفة في النمسا وإيطاليا.

ولم يتضح بعد متى يمكن أن يمثل الرجلان أمام قضاة التحقيق بالمحكمة العليا الألمانية.

وفي وقت سابق الجمعة، أكدت الاستخبارات الداخلية الألمانية أنه تم توجيه ضربة قوية لتنظيم “مواطني الرايخ”.

وقال رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية الألمانية توماس هادنفانغ لقناة “زد دي إف” (ZDF) الألمانية “كانت ضربة قوية لمجموعة مواطني الرايخ المسلحة والتي يبلغ عدد أتباعها 21 ألف شخص.

وأضاف هادنفانغ “ارتكبت هذه المجموعة أكثر من ألف جريمة العام الماضي، ونحن نراقبهم منذ ربيع هذا العام ونعرف مخططاتهم”.

ولفت المسؤول الاستخباراتي إلى أن لدى حركة “مواطني الرايخ” المهارات المناسبة المكتسبة من الوحدات العسكرية الألمانية، وأن بعض معتقلي التنظيم جاؤوا من الجيش.

وأوضح هادنفانغ أن عناصر التنظيم مغرمون بالأسلحة ولديهم ترسانة أسلحة قانونية وغير قانونية، وأنه ما يزال هناك ما يكفي من الأسلحة في حوزتهم وخصوصا من مخازن الجيش، معتبرا أن المشهد يمكن أن يكون “عنيفا للغاية”.

وتتهم السلطات حركة “مواطني الرايخ” اليمينية المتطرفة بالضلوع في المخطط، وهي لا تعترف بالنظام السياسي الألماني القائم، ولا بالدولة الألمانية في صورتها الحالية، وتعترف -في المقابل- بالإمبراطورية الألمانية التي انهارت في الحرب العالمية الأولى، كما تنظر باحترام إلى النازية التي انتهت في الحرب العالمية الثانية.

تقييمات أمنية

وفي سياق متصل، يعتزم البرلمان الألماني إجراء مراجعات أمنية بعد اعتقال نائبة سابقة للاشتباه بمشاركتها في مؤامرة للإطاحة بالحكومة، وفق ما أفاد نائب رئيس للبوندستاغ الجمعة.

وقالت كاترين غورينغ-إيكاردت من حزب الخضر لمجموعة “فونكي” الإعلامية، “سنفحص بعناية البنود الأمنية للبوندستاغ التي يتعين علينا تعديلها”.

وكانت بيرجيت مالساك-فينكمان القاضية والعضو السابق في البرلمان عن حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف بين عامي 2017 و2021 من بين المعتقلين في مداهمات الشرطة الأربعاء.

وقال المستشار الألماني أولاف شولتز، أمس الخميس، إن وجود ممثل سابق لحزب البديل من أجل ألمانيا بين المتهمين يعد “حادثا مذهلا وخطيرا للغاية”.

وسعى حزب البديل من أجل ألمانيا -الذي يشغل حاليا 78 مقعدا من أصل 736 في البوندستاغ (البرلمان)- إلى النأي بنفسه من محاولة الانقلاب المزعومة. وقالت قيادة الحزب في بيان “ندين ونرفض مثل هذه الجهود”، لكن بعض أعضائه كانت لهم آراء أخرى.

وكتب النائب عن الحزب نفسه بيتر بايسترون على تويتر أن المداهمات كانت “واحدة من أكبر انتهاكات السلطة” في تاريخ ألمانيا.

اعتقالات مستمرة

وفي حديث لمحطة “دويتشلاند فونك” التلفزيونية الحكومية أمس الخميس، قال جورج ماير كبير المسؤولين الأمنيين في ولاية “تورينغن” إنه يتوقع موجة ثانية من الاعتقالات مع مراجعة السلطات للأدلة.

واتهم ماير حزب “البديل من أجل ألمانيا” بتأجيج نظريات المؤامرة، والتي حفزت “المتآمرين” في أنحاء البلاد على التخطيط لإسقاط الحكومة.

وكان رئيس الشرطة الجنائية الفدرالية هولغر مونش كشف أن الأجهزة الأمنية فتشت حوالي 150 موقعا في جميع أنحاء البلاد، وأنه عُثر في حوالي 50 موقعا على أسلحة، متوقعا أيضا استمرار المداهمات والاعتقالات في الأيام المقبلة.

وقلل مونش من قدرة المجموعة قائلا “لا ينبغي الافتراض أن مجموعة تتألف من بضع عشرات (من الأعضاء)، وربما بضع مئات، في وضع يمكّنها حقا من تحدي الدولة في ألمانيا”.

أما وزيرة الداخلية نانسي فيسر فقالت إنه سيكون من الخطأ التقليل من شأن مثل هذه الجماعات، خاصة إذا كان من بين أعضائها أشخاص تم تدريبهم على استخدام الأسلحة النارية، مثل الجنود أو ضباط الشرطة.

تفكيك التنظيم

من جهة أخرى، أعلن الادعاء العام الألماني أمس الخميس أن جميع الذين ألقي القبض عليهم يقبعون حاليا في الحبس الاحتياطي.

وأعلنت السلطات الألمانية أمس الخميس إلقاء القبض على 25 من الشخصيات اليمينية المتطرفة، وبينهم ضباط سابقون في الجيش، بتهمة التخطيط لتنفيذ “انقلاب”، ومن بينهم أيضا شخصان اعتقلا في النمسا وإيطاليا.

المصدر : الجزيرة + وكالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *