محمد أمين :مفتاح صول..!

مفتاح صول..!
مفتاح صول هو الرمز الاساسي للسلم الموسيقي السباعي الذي تضبط عليه عادة نغمات النوتة وهو بسبب تلك المكانة كبير أحرف الصولفيج..هذه المعلومة قد تفوت على من لم يتلق اي تربية مدنية موسيقية…فتختلط عليه رمزية مفتاح صول بحرف F الاعجمي..
صول الذي توقع به البروفيسورة فاطمة بنت عبد القادر ولد حماد مدرسة طب النساء والتوليد في كلية طب نواكشوط والمديرة الحالية لمشفى الامومة والطفولة في مقاطعة القصر على الوصفات والشيكات الصادرة منها..ليس حرفا عاديا يمكن ابتلاعه فهو مجلجل ان صعد..وجليل ان نزل..
لا اعرف لماذا تتعرض الدكتورة فاطمة بنت حماد لهجمة اعلامية ظالمة..وبشكل شديد الضراوة..وكأن هناك اوساطا عديدة تريد ان تجهز عليها بسرعة..
أوساط شنيعة تريد اغتيالها معنويا.
ما ذنبها ان كانت ناجحة في حياتها العلمية والمهنية ..؟
على كل حال ليس سهلا..وليس نزهة صيف تصفية هذه السيدة المتعلمة والذكية..
انها سيدة تلقت تربية انسانية رائعة…وقد لا يعرف جل الناس هنا ان ممارسة طب النساء والتوليد مهنة عالية الدخل، لا يحتاج صاحبها لوظيفة او منصب.. فأغلب الاطباء المتخصصين في هذا الميدان يحصلون على مبالغ فلكية من عياداتهم..
ولا حاجة لديهم لسرقة المال الخاص او العام.
حسب العارفين : يكسب طبيب نساء في نواكشوط ١٠٠ مليون اوقية سنويا اذا كان ضعيف الدعاية اوقليل الذيوع والشهرة..ووضعية بنت حماد كأنثى تعطيها فارقا لصالحها.. فأغلب النسوة يفضلن الكشف عليهن من قبل انثى.. ولذلك،من بين اسباب عديدة، يلاحظ الفضولي البادي والمصفح العاكف ان طوابير معايداتها هي اكبر الطوابير في نواكشوط..
بناء على ما سبق، استغربت كثيرا ان يتهمها احد بسرقة المال العام، لتناقض ذلك مع تربيتها، ولانعدام الحاجة للسرقة..فهي بكل بساطة ثرية مترفة.. ومحمولة نفقة..!
فسألت عن القصة وحصل عندي ما يلي :
لقد عينت وزارة المالية منذ سنة ونيف محاسبا لهذا المستشفى ، وهو شخص لا علاقة له بوزارة المالية اذ لا يعتبر مراقبا ماليا.. ولا مفتش خزينة.. ولا اداري مالية عامة..؟
انه بكل بساطة مجرد دليل غير رسمي في احدى مصالح الضرائب، كان يذهب مع المحصل ليدله على الدكاكين التي تأخرت في الدفع..وقد سبق واستخدمته اجهزة الاستخبارات كشاهد زور لاثبات تهمة زعزعة الامن العام ضد هيدالة ، حابه ولد محمد فال ، اسماعيل ولد اعمر…
في قضية غراب المشهورة التي شغلت الراي العام سنة 2003
لقد عين محاسبا لمعهد تكنولوجيا القوارب واكتشف المدير -عميد كلية العلوم حاليا- انه قلد توقيعه، فكتب لوزير التعليم والمالية وتم اجراء تفتيش ولم تحصل اي احالة للقضاء..
وحول حضرته لمركز الامومة والطفولة.. بعد لملمة الفضيحة.
هذا الشخص الذي يدير محاسبة المشفى تحت رقابة المسير (المدير الاداري المالي) وسلطة المديرة العامة، لا يعرف اصول مهنته ولا يبالي بالقوانين والمساطر..ويتجاسر بصولة عجيبة على النظم المحددة للصرف.
لقد لاحظ المسير ان اسماء الموردين غريبة ومختلفة بشكل طفيف مع الاسماء الموجودة عنده فنبه المديرة التي نبهت بدورها السيد مختارولد اعلي مفوض الحسابات وخبير المحاسبة المتعهد بالتدقيق في محاسبة المؤسسة، وطلبت منه اجراء تدقيق في المحاسبة بسبب اختلاف البيانات في السجلات التي بحوزتها.. وتلك التي بحوزة المحاسب.
شرع المحاسب يتهرب ، ويتمالص، ولما اصر في عناد مريب ، كتبت لوزير الصحة تطلب تفتيشا لمجمل تسيير المركز منذ استلامها، وفضلت ان تقوم به المفتشية العامة للدولة او محكمة الحسابات على وجه السرعة.
بعد ايام ارسلت لها وزارة المالية فريقا من مفتشية المالية يقودة محمد يحي ولد محمد يحي ويتكون من
: محمدو حمود.. ومحمد المختار.. وزينب هيين.. وبارك الله الشيخ الولي.. والطالب صدفي محمد فال.. ومحمد الامين مصطفى.
بعد ايام اكتشف المفتشون ان المحاسب لم ينتظر موافقة المديرة.. وانه كان يوقع شيكات الخزينة مقلدا توقيعها في تزوير فج، واكتشفوا ، وهنا مصدر الذعر: ان الخزينة العامة كانت تسلمه تلك الشيكات ويوقع تسلمها.. اي ان هناك تواطؤ من الخزينة وربما تقاسم مافيوي للغنيمة.
ثم استمعوا لبعض الموردين الذين اعترفوا بالامر وقالوا انهم يتعاملون معه دون غيره ولدي تسجيلات صوتية لبعضهم قد انشرها عند الحاجة.
السيد محمد يحي ولد محمد يحي شخص متمرس وموثوق، وهو الذي يعود اليه الفضل في تنظيم ادارة الاختام والاملاك العامة..انه نفس الرجل الذي كان باب مكتبه مفتوحا على مصراعيه.. والذي لا يحتاج المرء لوسيط لمقابلته.. فاموره جلية وشفافة كالماء.
كتب تقريرا..
تقرير هذا الشخص الذي اعده بمشاركة مستفيضة من الخبراء أكد براءة الدكتورة فاطمة بنت عبد القادر ولد حماد وقد سلمه لوزير المالية الذي تحفظ على التصرف بحجة اصابته بالكوفيد.
الغريب بل المستهجن ان هذه القضية لم تصل بعد للشرطة الاقتصادية.. ولم يتم اعلام النيابة العامة باختفاء نصف مليار اوقية..؟
في الصورة المرافقة شيك وقعته المديرة ، وشيك حاكى فيه المحاسب توقيعها..
والظاهر انه لم يدرس السلم الموسيقي..وانه في مخططاته لم يحترم اي ايقاع.. فكشف نفسه بنشاز عزفه المزعج والمنفر..
اذا كان هناك من يريد شتم البروفيسورة بنت حماد او من يريد الصاق موبقة بها فلينتظر فرصة اخرى..لأن الادلة كلها لصالحها..
ولله الأمر من قبل ومن بعد..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *