23 مارس، 2025

البعث حزب عريق .. لن تهزه ريح صفراء

0
كل من انتمى الى حزب البعث العربي الاشتراكي عن قناعة تامة بعقيدته، فقد تربى على الالتزام بالمبادئ الاساسية التي ارساها النظام الداخلي للحزب وهيكليته القيادية.
ولهذا لم نسمع او نرى ان احدا من رجال البعث، رجال المبادئ، ان طعن او شكك بالقيادات العليا، ليس لانها لاتخطئ، لاننا كلنا بشر نخطئ ونصيب، ولكن التزاما بسياقات حزبية وتنظيمية هي جزء من عقيدة البعث النضالية، وكل القيادات عرضة للمسائلة بما في ذلك القيادة القومية التي يمكن ان تحاسب اعضاءها، ويحاسبها المؤتمر القومي.
إن اي تجاوز على القيادة القومية هو تجاوز على الحزب كمرجعية قومية للحزب ( يتداول المتساقطون على هذه الفقرة ويطعنون بالرفيق القائد المؤسس رحمه الله بان فصل النظام الداخلي على مقاسه وهذه هي احد مثالبهم لانهم كشفوا عن عدائهم للبعث). فالمحاسبة موجودة لكل المستويات الحزبية ابتداء من العضو العامل صعودا الى القيادة القومية من خلال ممارسة مبدأ النقد والنقد الذاتي ومبدأ المركزية الديمقراطية وبوجود الاجتماعات الحزبية صعودا الى المؤتمرات، والتي من خلالها يتم اختيار المواقع القيادية للحزب من فرقة صعودا الى القطرية والقومية، وليست اباطيل واكاذيب المرتدين الذين يكتبون سفسطات فارغة غوغائية للطعن بالقيادة القومية ورجالها الافذاذ .
ان المؤتمرات القومية او القطرية نزولا تعقد وفقا للظروف المتاحة وهي التي تجدد روح القيادة وفق عمليات النقد البناء وتقييم العمل الحزبي وطرح الملاحظات. ومن يكون مؤهلا، فأن تلك المؤتمرات تختار الاجدر للموقع وكل نقد يتم داخل الاجتماعات والمؤتمرات يتم تقبله بصدر واسع وروح رفاقية وينتهي بأنتهاء الاجتماع او المؤتمر ولايمكن تداوله خارجهما.
وصحيح ان اخر مؤتمر قومي كان في العام ١٩٩٢ لظروف سنأتي على ذكرها، الا ان تنظيمات الحزب في الاقطار حافظت على عقد مؤتمراتها القطرية كما هو شأن العراق والسودان والاردن ولبنان والجزائر وتونس وفلسطين، مما يجسد بصورة لا لبس فيها التزام الحزب بالممارسات الديمقراطية والشرعية الحزبية.
والكل يعرف الظروف التي مرت بالعراق وبالامة العربية ثم جاء الاحتلال الذي زاد في تعقد الظروف. ورغم ذلك فان اغلب القيادات الحزبية القطرية هي قيادات منتخبة، علما ان النظام الداخلي حدد عدد اعضاء قيادة القطر ب 13 عضو للقطر الذي لايحكم فيه الحزب و ٢١ عضو للقطر الذي يحكم فيه الحزب ( ونظرا لعدم اعتراف الحزب في العراق بالاحتلال فقد ابقى عدد اعضاء قيادة القطر كما هو وحصل اجتهاد بالزيادة خلافا للنظام مما تسبب في تسلق اعضاء غير مؤهلين للقيادة ). وطيلة هذه الفترة لم نسمع او نرى اي تجريح او تسقيط لهذا القائد او ذاك.
ووفق سياقات النظام الداخلي فدوما يتم احلال نائب الامين العام محل الامين العام في حال غيابه. وهذا ماحصل بعد استشهاد القائد صدام حسين حيث استلم المسؤلية القائد عزة الدوري رحمه الله كونه هو نائب امين السر. كما ان القيادة القومية اجتمعت لانتخابه الامين العام للحزب. فاصبح الرفيق عزة الدوري رحمه الله هو الامين العام للحزب وامين سر قطر العراق. وقد اقترح بعض الاعضاء آنذاك عقد مؤتمر قومي للحزب، فكان رد الرفيق عزة الدوري رحمه الله كيف يتم عقد مؤتمر دون حضوره والكل يعرف ظروفه الامنية وواجباته النضالية داخل القطر وأن اي تهيئة لعقد مؤتمر يتطلب حضوره معناه تعريض امنه وامن الحزب الى الخطر وهذا احد اهم اسباب لعدم عقد المؤتمر.
وبعد وفاته رحمه الله قام من تسلق الى مواقع قيادية ممن تبين لاحقا انهم خلايا نائمة جاء دورها لتدمير الحزب من الداخل بعد ان عجزت امريكا وايران والصهيونية وعملاؤهم من اجتثاثه بقوانينهم الجائرة. فكان اول عمل قاموا به تشجيع احد نائبي امين سر القطر باعلان نفسه انه هو امين سر القطر، وهذا مخالف لتوصية الحزب لانه يوجد نائبين احدهما لتنظيمات الداخل والاخر لتنظيمات الخارج. وقد اعدت دراسة قدمتها لجنة حزبية امر بتشكيلها والمصادقة عليها من قبل الامين العام رحمه الله والتي كانت ردا على تساؤله عن من يشغل الموقع بعد غياب امين سر القطر وكانت التوصية بان يشغل الموقع من اعضاء القيادة من تنظيم الداخل. وهذا هو بحد ذاته يعتبر قرارا، وقد تم مخالفته من قبل بعض المتساقطين بعد وفاة امين السر. ولكن المبدئية التي التزمت بها القيادة القومية احبطت مخطط المتسلقين المراوغين الذين كانوا لايزالون يسلكون الطرق الملتوية من اجل جر بعض البعثيين الى صفهم. لكن كل محاولاهم باءت بالفشل فالتف حولهم كل من في قلبه مرض ممن سقطوا من مسيرة البعث وممن لفظهم البعث لانهم انحرفوا عن مساره، والبعث لايمكن في يوم ما ان يكون ضيعة لاحد حتى ترثه عائلته كما يريد البعض بل هو حزب حر ولد من رحم الامة وحزب متجدد يختار قيادته وفق المبادئ ويستلمها الاجدر.
إن البعث عبر تاريخه الطويل مستهدف داخليا ومحليا واقليميا ودوليا لانه عصي على ان يتنازل عن مبادئه وفي كل مرة يخرج اقوى.
إن البعث الآن صامد وقوي برجاله ولايعير اهمية لترهات هذا وذاك من المتساقطين ولا لطروحاتهم التي يشجعون بها البعثيين على الانشقاق عن حزبهم. فكان ابطال البعث لهم بالمرصاد. وكما يقول المثل ( وضعوا لكل واحد منهم طينته على خده) وسيفهمها المتساقطون الذين اعميت بصيرتهم، فهم لايقرأون ولايسمعون الا كتاباتهم واصواتهم فاصبحوا كالقطيع الذي لاتفهم من اصواته شيئا سوى الضجيج.
اما القيادة فلها رجالها وتجدد نفسها وفق متطلبات كل مرحلة. وسيأتي اليوم الذي تنطلق فيه عقد المؤتمرات الحزبية في العراق الذي يتعرض للاجتثاث والتجريم ويتعرض اعضاؤه للاعتقال والاغتيال والمطاردة. وهذا يؤكد حيوية البعث وتوسع قاعدته وممارسة الديمقراطية ، وانتخابات القيادات هي اصل عقيدته .
إن مامر به العراق هو حالة الاستثناء للظرف القاهر الذي يمر به تجربة وشعبا وحزبا ومايزال يقارع وليس كما يروج اعداء البعث من تضليل ومزايدات. وهذا هو ديدن البعث العظيم الذي يرفض كل اشكال التبعية ويرفض التوريث والعشائرية والمناطقية والطائفية التي يعمل عليها المتساقطون على الترويج لها خدمة لاعداء البعث الذين لم يتركوا اي اجراء لاجتثاثه الا واصدروه ولكنه بقي عصي عليهم ، ونكرر ستبقى القيادة القومية رمز وخيمة البعث التي تحميها من المترددين والمرتدين والمتساقطين.
عاش البعث العظيم بعقيدته ومبادئه العروبية الحرة الاصيلة المعبرة عن امال الامة في الوحدة والحرية والاشتراكية.
الرفيق حامد الكاشف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *